U3F1ZWV6ZTIwNTE0NDIwNjQ3OTYzX0ZyZWUxMjk0MjI3MDQ0NDIzMw==

ما بين الرغبة و العمل


قل لا اريد ان افعل
«الجميل في عصر التقنية ان العذر التقليدي القائل: "لم استطيع الوصول اليك " الذي يختفي وراءه من فرقت المسافة بينك و بينه و تعمد عدم الاتصال بك , اختفى تماما مع توفر سبل الاتصال .
«وأضحت العبارة المستهلكة "التحجج بالظروف او المشغوليات" بديلا لها.
«و أُصدقكم القول: ان من يقولها منافق و لا يجيد الكذب.
«و يتفق معي معظمكم ان قبول العذر "كنت مشغول بس والله" لا يقنعكم بل ان قبولكم له هو تجاوز للامر.
«مهما كانت الظروف فمن يريد الوصول اليك سيصلك.
«لكن فقط اذا اراد ذلك .
«اذا فالامر ليس ظروف او مشغوليات.
«و ان سألت ما الامر? سأقول : انما هو ترتيب اولويات.
«انك لم تنشغل عني بل جعلتني ادني اولوياتك.
«ارحموا شماعة الظروف و تحميلها اخطاءكم و قصوركم.
«لماذا لا تقول فقط م يحدث فعلا ?.
«مثلا قل اهتمامي بك ,او لم اعد اهتم بك!.
«لماذا الكذب?.
«و لماذا تثور عندما تواجه بنفاقك?.
«لماذا تدعى قيم انت نفسك تعلم انك لا تحملها?.
«وطالما انت تريد ان تسمو بنفسك اخلاقيا ,فأفعل م يجعلك اهلا لهذه القيم.
«واجه و دعك صريحا في تعاملك ,لماذا تنافق? بمعنى انت لا تهتم بشخص-مثلا- فلماذا لا تقول ذلك فقط ? ما الذي تخشى حدوثه ?.
«اظنك -عزيزي القارىء- تعلم اجابة هذا السؤال.
«وهي ان الانسان-بطبعه- يريد ان يكون مذكور
و لا يريد ان ينساه مجتمعه.
«و هذا يفسر حب الشهرة في تركيبة كل شخص-الا من شذ.
«يريد ان يجمع حوله من يهتموا به و لا يهتم لأمرهم الا بهتانا.
«و لا تتمسك بعبارة "لا استطيع" فلم يُحدد بعد مدى قدرة الانسان .
«و صدقوني ان الانسان يستطيع فعل اي شيء-على وجه الارض- فقط اذا اراد.
«عندما يطلب لقاءك -مثلا-و تقول لا استطيع ,هذا كذب.
« بل تستطيع, فما يمعنك عن ذلك هو الرغبة ,انك لا تريد انت اللقاء.
«اذا اردت اللقاء فما من قوة في الارض تمنعك.
«كذلك الحياء في رأي ما هو الا رغبة لم تنضج بعد ,فمثلا :عدم التعبير عن المشاعر : شوق ,حب, كره او أياً كانت فمن يمنعه الحياء -او كما يقال- ان يعبر عن اشواقه مثلا, في الحقيقة هو لم يريد ان يعبر عنها او لم يقرر بعد -إن وجدت.
«اين ذهب -اي الحياء-عندما تعبر بعد ساعة من شعورك الزائف بمصطلح "الحياء" عن شوقك?.
«يبقى القول "لا اريد ان افعل" بدلا عن"لا استطيع " و "لم ارغب " بدلا عن "لم استطيع".
«الحياة بالغة البساطة و لكننا نحن من نعقدها.
«و قد يقول احدهم :هذا ما نفعله لأننا بشر.
«ما من شك في ذلك و هذا لا يجعله مبررا لكل شرورنا المتكررة نسبية او اطلاقاً.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة