منقة خضراء بشطة وملح

             كاد قلب  رغد يسقط  بين قدميها عندما مر اباها بجوارهم هي ومازن دون ان ينتبه لهما ، فقد ظهر امامهم فجأة ومر دون ان يلمحهما ....وتصورت لوهلة انه سيأتي نحوها و الشرر يتطاير من عينيه ولكن لدهشتها الشديدة ،مر بقربهما دون  ان يلتفت اليهما .وظلت واجمة لبضع دقائق صامتة ،جلست على اقرب كرسي تحاول تفسر ما حدث ....

  مازن : يمكن ما شافنا .

رغد : ما افتكر .

مازن: طيب انت عارفة المفروض يحصل لو شافنا .

....سرحت رغد ..كانت تعلم مدى عدم ارتياح ابوها لمازن ،كان يرفض وجوده معها ،فهم الآن ليس اطفال وهم في مرحلة يجب الا يكونوا مع بعض (حسب وجهة نظر ابوها )....

         وفي المنزل :

   ( كان تعامل أب رغد مختلف تماما هذه الليلة ،ودودا وبشوش ،وهذا تعامل لم تألفه منذ زمن ،ابوها ليس قاسيا لكن منشغل طيلة الوقت ،إلا ان كل ذلك لم يمح عن ذاكرة ذلك التسأؤل :هل رأها اليوم في المطعم ؟

ظلت ساهرة تقلب في الأمر ،إنها لم تغضب اباها يوما وهو يثق فيها تماما ؛ لأنها ملتزمة وتفتخر بإنها ابنته وعلى تربيته .

اخيرا اسلمت نفسها للنوم وراحت في سبات عميق ).

 وفي مساء اليوم التالي طلبها حاج ابراهيم _اباها_ على انفراد

قال حاج ابراهيم : يا رغد يا بنتي انت العاقلة في البيت وانا كأي اب بحب لبنته السعادة وانت بنتي الكبيرة هسي كبرتي وعيون الناس عليك ...(صمت قليلا لتستوعب كلامه )

ثم واصل :اول امس جاني عصام وأبوه عمك ادريس وقالوا وطلبوا يدك وانا وافقت وامك وافقت ،بس باقي انت ،وعصام ما فيه عيب و ود عمك وانت عارفاه كويس .

رغد : بس بابا ...

قاطعها :عندك شاب اخترتيهو؟ .

رغد :لا يا أبوي.

الأب : طيب يا بنت عصام مالو ؟

رغد :اي بنت بتتمناها بس ليه عايز تزوجني ليهو قبل ما اتخرج ؟

الأب :لأنو بعد اسبوعين مسافر.

رغد :طيب ما ينتظر لحدي ما اتخرج وبعدين يا أبوي انت من الناس البرفضو البنت تخلي الجامعة بسبب الزواج الحصل ليك شنو ؟....

     وأتى رد الأب غيرمتوقعا اطلاقا بحيث لم يترك لها فرصة للمراوغة او تأخير الزواج .